كيفية حساب زكاة المال المدخر من الراتب في البنك
عناصر المحتوي
مقالات قد تهمك
كيفية حساب زكاة المال المدخر من الراتب في البنك، من المعروف أن الزكاة ركن من أركان الإسلام ومن الفروض الواجبة على كل المسلمين في الأموال، وهي قدر معين من المال يخرج من مال المسلم عندما ينطبق عليه الشروط ويعطى للفئات المخصصة لها.
نظرة عامة على الزكاة
- التزكية هي النماء والصلاح والتطهير وبلوغ الكمال، فهي تطهير لنفس الشخص المذكي ولأمواله ولمجتمعه كله.
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام عندما أرسل معاذ بن جبل لليمن (أخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم).
- الزكاة ليست هبة أو تبرع من الأغنياء، ولكنها حق لله سبحانه وتعالى في أموالهم، وفريضة فرضها الله عليهم فجعلها ثالث ركن من أركان الإسلام.
- توعد الله جل جلاله من لا يؤدي فريضة الزكاة بالعقاب.
- قال تعالى في سورة آل عمران (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرًا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير).
- أي أن الله تبارك وتعالى سيجعل المال الذي امتنع صاحبه عن إخراج زكاته مثل الطوق الذي يقيد رقبته يوم القيامة، والذي لا يستطيع التخلص منه لأنه امتنع عن أداء حق الله.
- يجب أن تكون زكاة المال دائمًا في تفكير الإنسان المسلم وأن يكون حريصًا على أدائها لأنها ركن أساسي من أركان الإسلام ومن يتركها يأثم مثل من يترك الصلاة والصيام.
فضل الزكاة
فريضة الزكاة لها فضل كبير، لأنها تشتمل على الكثير من الفوائد والفضائل، والتي ترجع على الفرد والمجتمع بالمنفعة والخير الكثير، ومن هذه الفضائل ما يأتي:
- تطهر النفس من الشح والبخل وتزكيها، وتكون سببًا في تكفير الخطايا والذنوب، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها).
- تطهر المال وتبارك لصاحبه فيه، أي أن الزكاة لا تنقص من مال الشخص بل على العكس فإنها تكون سببًا في زيادته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال).
- الامتثال لأوامر الله وطاعته ونيل رضاه، وتفضيل العبد طاعة الله وحبه على حب المال، ومساعدة المحتاجين والمساكين والفقراء، فهذا يعد من قبيل تربية وتهذيب النفس وتعودها على الإنفاق في سبيل الله.
شروط الزكاة وحكمها
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة وفرض من فروضه، وفرضها الله سبحانه وتعالى بشروط هي:
- أن يكون صاحب المال مسلمًا، فالزكاة لا تجب على غير الإنسان المسلم.
- أن يتمتع صاحب المال بالحرية، فيجب أن يكون الإنسان ملك نفسه وحريته وليس عبدًا مملوكًا، ويجب أن ننوه إلى أن الإسلام قضى على العبودية منذ ظهوره ولم تعد موجودة الآن.
- أن يتحقق النصاب لأدائها، والنصاب هو القدر الذي إذا وصلت إليه أموال العبد وجب عليه أداء الزكاة، وشروط النصاب هي:
- ألا يكون صاحب المال في حاجة للقدر الزائد عن النصاب، فالزكاة مفروضة للتخفيف على الفقير، فمن الأولى أن يكفي صاحب المال حاجته.
- الملكية الكاملة للمال أي أن يكون الشخص مالكًا لماله كله وحده بصورة مفردة ولا يشاركه فيه أحد.
- أن يكون قد مر الحول على المال، حيث أنه يجب أن يمر على المال سنه هجرية كاملة ويشترط هذا على المال النقدي وعرض التجارة والغنم والإبل والبقر.
- أما الثمار والزرع والمعادن فلا يشترط أن يمر عليها الحول.
الزكاة في القرآن الكريم
ذكر الله تعالى الزكاة في العديد من المواضع في آيات القرآن الكريم وهذا يدل على عظم مكانتها وأهميتها:
- فقال تعالى في سورة البقرة (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله).
- قال تعالى في سورة البقرة أيضًا (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين).
- قال الله تعالى في سورة المائدة (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
- قال في سورة التوبة (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون).
- في سورة الحج قال تعالى (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر).
- في سورة النور قال تبارك وتعالى (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة).
- في سورة النور أيضًا قال (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون).
- في سورة النمل (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون).
- في سورة البينة (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة).
مصارف الزكاة أو من يستحقون الزكاة
- قال تعالى (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم).
- الفقراء والمساكين وهم أصحاب الحاجة والذين لا يملكون المال وليس لديهم مصدر للكسب الذي يعينهم على قضاء احتياجاتهم، وقد اختلف الفقهاء أيهما أشد احتياجًا من الآخر.
- العاملين عليها وهم الذين يقومون بجمع الزكاة، وهؤلاء لا يشترط فيهم أن يكونوا فقراء، بل يجوز لهم أن يأخذوا نصيبهم منها حتى ولو كانوا أغنياء.
- المؤلفة قلوبهم والمقصود بهم حديثي العهد بالإسلام أو الذين اعتنقوا الإسلام حديثًا.
- في الرقاب كمساعدة الشعوب المسلمة المدينة لأمم أخرى أو إنفاق المال في عتق رقاب العبيد المملوكين والذين لا يملكون حريتهم.
- الغارمين والغارم هو الشخص المدين الذي لا يستطيع سداد دينه.
- في سبيل الله كالإنفاق في الحرب وأمور الجهاد.
- ابن السبيل والمقصود به هو الشخص المسافر الذي نفذت أمواله، فيتم إعطاؤه المال الذي يلزمه ويستطيع به أن يعود إلى بلاده.
نصاب الزكاة للمال
حددت الشريعة أصناف معينة من الأموال هي التي يجب فيها الزكاة إذا بلغت نصابًا معينًا:
- الأنعام مثل الإبل والأغنام والبقر هذه إما أنها تأكل من طعام صاحبها فهذا النوع لا يجب فيه الزكاة، إلا إذا كان صاحبها يقصد من قيامه بتربيتها التجارة فإنها تدخل ضمن أحكام عروض التجارة.
- الأنعام التي تأكل من الأعشاب البرية التي تخرج من دون زراعة، فهذه تجب فيها الزكاة ونصابها خمسة إبل، أو ثلاثون بقرة أو أربعون من الأغنام.
- الأموال النقدية وتشتمل على كلًا من النقود الورقية والذهب والفضة
- مقدار نصاب الأوراق النقدية يقاس على الذهب والفضة ويفضل قياسه على الفضة لما في ذلك مصلحة للفقراء.
- يبلغ نصاب الفضة مائتي درهم.
- نصاب الذهب يبلغ عشرون دينارًا، وهو ما قيمته 85 جرامًا، وهناك البعض الآخر يقول 92 جرامًا.
- عروض التجارة والمقصود بها البضائع المجهزة للبيع أيضًا تعود إلى الأموال التي تنتج عن بيعها مما هو متبقي مع التاجر وحال عليها الحول، وتقاس ب 20 دينارًا من الذهب، و200 درهم من الفضة.
- الحبوب والثمار ويتم اقتصارها على ما يكال بالمكاييل، ويبلغ نصاب الحبوب والثمار خمسة وسق، والوسق هو ما يعادل 60 صاعًا، والصاع 4 أمداد والمد هو الحفنة بكفوف الرجل.
كيفية حساب زكاة المال المدخر من الراتب في البنك
هناك شرطين لوجوب الزكاة في المال المدخر:
- أن يكون بلغ النصاب بنفسه، أو بضم مال آخر إليه لنفس المالك، أي ما يعادل خمسة وثمانون جرامًا من الذهب عيار أربعة وعشرون.
- أن يكون قد حال عليه الحول وهو سنه هجرية كاملة فيتم حساب الزكاة منه بقدر 2.5% بما يعادل ربع العشر.
- فإن كان الراتب لم يبلغ هذا النصاب، أو كان صاحبه ينفقه قبل بلوغ الحول فلا تجب فيه الزكاة.
هل تجب الزكاة على فوائد البنك أم على أصل رأس المال؟
- إذا وضع الشخص في البنك مال يعيش منه صاحبه ويضره انتقاص أساسه فإنه يكفيه أن يخرج عشر الأرباح التي تنتج منه، وذلك بناء على آراء الفقهاء.
- المال الوجود في البنك والذي يعطي صاحبه عائد ثابت يجب فيه الزكاة بحلول الحول ومقدار زكاته ربع العشر 2.5% من أصل رأس المال.
زكاة المبلغ المدخر من الراتب شهريًا
إذا كان الشخص يحصل على راتب ويقوم بتوفير مبلغًا منه شهريًا له أحد خيارين في حساب الزكاة لهذا المبلغ:
- أن يجعل حولًا مستقلًا لكل مبلغ قام بادخاره، فإن بلغ التوفير من راتبه نصابًا يحسب حولًا كاملًا، ويزكي عند تمام هذا الحول.
- أن ينتظر الشخص حولًا كاملًا إلى أن يجمع ما يساوي نصابًا ويزكيه مع ما اجتمع لديه من رواتب أخرى.
- يقول ابن عثيمين في كيفية إخراج زكاة الراتب الشهري أن الإنسان إذا كان ينفق راتبه الشهري بحيث لا يتبقى منه شيء للشهر التالي فلا تجب عليه الزكاة.
حساب الزكاة على شهادات الاستثمار
إذا كان الشخص يملك شهادات استثمار في أحد البنوك بما قيمته مثلًا مائه ألف من الجنيهات ويدر هذا المبلغ عائدًا سنويًا 10% أي عشرة آلاف جنيه، فيصبح إجمالي المبلغ 110 آلاف جنيه فيخرج زكاته 205%.
الزكاة على وديعة البنك
- إذا كانت هذه الوديعة زائدة عن حاجة الشخص ولا يلجأ للصرف من هذه العوائد وبلغت نصابها وحال عليها الحول فإنه يخرج عليها 2.5% زكاة سنويا.
- إذا كان الشخص يستفيد من هذا العائد الشهري ليلبي الاحتياجات المعيشية كمصاريف المنزل، ومصروفات العلاج كل شهر فإنه يخرج من عائد كل شهر 10% مع اشتراط بلوغ النصاب وحلول الحول.
زكاة الفطر
وسبب وجوبها الفطر من شهر رمضان، وهي بمقدار معلوم وطهارة للصائم، والحكمة من تشريعها:
- أن يجبر الشخص الخلل في الصيام، فقد يقع الصائم في بعض الأخطاء التي تؤثر في اكتمال الصيام مثل الرفث واللغو وإطعام للمساكين.
- نشر الفرحة في يوم عيد الفطر لعموم المسلمين حتى يسعد الجميع ولا يحرم أحد من هذه الفرحة.
- تجب هذه الزكاة على الشخص ومن هو تحت نفقته بمقدار صاع من التمر أو صاع من الشعير أو أيا من أنواع الحبوب كالأرز وغيره على كل شخص.
- يتم إخراج زكاة الفطر بغروب شمس آخر يوم من أيام شهر رمضان وقبل صلاة العيد، ومن الجائز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين.
مكان إخراج الزكاة
إذا كان الشخص متواجدًا في بلد غير بلده أو في بلد لا يوجد بها مسلمين فلا يجوز له أن يقوم بإخراج الزكاة لغير المسلمين، أما إذا وجد مسلمين ولكنهم أغنياء ولا تجوز عليهم الزكاة فتنقل إلى بلد آخر ولو كان البلد الأصلي.