حدود تركيا

تعرف على تقسيمات تركيا تتميز الجمهورية التركية (بالإنجليزية: Republic of Turkey) بموقع جغرافيّ استراتيجيّ، إذ تعدّ مركزاً للطرق التجارية البحرية، وذلك بسبب إحاطتها بالبحر من ثلاث جهات، كما تمثّل حلقة الوصل بين قارتيّ آسيا، وأوروبا، وتقع تُركيا جغرافياً في المنطقة التي تلتقي فيها طرق القوقاز (بالإنجليزية: Caucasus)، والشرق الأوسط، والبلقان (بالإنجليزية: Balkans)، ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، أمّا فلكياً فتقع بين خطيّ طول 26°-45° شرق خط الاستواء، ودائرتيّ عرض 36°-42° شمال خط الاستواء.^[١][٢][٣]

تُشكّل المناطق التركية الجغرافية المتنوعة مزيجاً من خصائص قارات العالم الثلاث؛ أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، إذ تحتضن على أراضيها تنوعاً كبيراً في الغطاء النباتي، والحيواني، إضافة إلى المظاهر الطبيعية، والمحطات التاريخية المميزة، كما تشتهر تركيا بوجود العديد من المعتقدات، والثقافات، والتقاليد، والحرف اليدوية المختلفة، وتتميز بعدد سكان كبير يبلغ 83,877,807 نسمة، وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة بتاريخ 28-12-2019م.^[١][٤]

حدود تركيا البرية

يبلغ طول الأراضي التركية من الشرق إلى الغرب ما يقارب 1,609كم، أمّا من الشمال إلى الجنوب فتمتدّ على مسافة تتراوح بين 480-640كم، وتشترك تركيا في حدودها البرية مع العديد من الدول، إذ يحدّها من الجهة الشرقية كلٌّ من: الجمهورية الإيرانية، ودولة أذربيجان، بينما تحدّها كلٌّ من: جورجيا، وأرمينيا من الجهة الشمالية الشرقية، أمّا من الجهة الجنوبية الشرقية فتحدّها الجمهورية العربية السورية، والعراق، كما تشترك تركيا في حدودها الشمالية الغربية مع بلغاريا، واليونان،^[٣] وبذلك يصل طول الحدود البرية إلى نحو 2,949كم.^[٢]

حدود تركيا – إيران

تعدّ الحدود التركية الإيرانية واحدة من أقدم الحدود في العالم، فقد تمّ تعيينها عام 1514م، وذلك وفق معاهدة زهاب الدولية (بالإنجليزية: Zuhab)، وتقع هذه الحدود في الجهة الشرقية من إيران، وتمتدّ على طول القمم الجبلية الشاهقة وصولاً إلى بداية الحدود العراقية، وبمسافة تبلغ 560كم، ويوجد العديد من المعابر الحدودية بين تركيا وإيران، مثل: معبر رازي-كابيكوي (بالإنجليزية: Razi-Kapikoy)، ومعبر بازرغان-غوربولاك (بالإنجليزية: Bazargan-Gurbulak) الذي يعدّ أكثر المعابر الحدودية ازدحاماً، ويربط بين مدينتي دوغبايزيد التركية (بالإنجليزية: Dogubayazit)، وتبريز الإيرانية (بالإنجليزية: Tabriz).^[٢][٥]

حدود تركيا – سوريا

تعدّ الحدود التركية السورية أطول حدود برية لتركيا مع الدول المحيطة بها،^[٦] إذ تبلغ 911كم تقريباً،^[٢] وتمتدّ من البحر الأبيض المتوسط، وحتى النقطة الحدودية الثلاثية المشتركة مع العراق (بالإنجليزية: Iraqi tripoint) عند التقاء نهري دجلة (بالإنجليزية: Tigris)، والفرات (بالتركية: Habur)، وتنقسم الحدود بين البلدين إلى أربعة أجزاء رئيسية، وهي: المسافة بين قرية ميدان إكبس السورية (بالإنجليزية: Maydan Ikbiz) وقرية الراعي السورية (بالتركية: Cobanbey)، وبين قرية الراعي ومدينة نصيبين التركية (بالتركية: Nusaybin)، وبين مدينة نصيبين ونقطة التقاء الحدود العراقية مع الحدود السورية التركية، وبين ميدان إكبس والبحر الأبيض المتوسط.^[٧]

حدود تركيا – اليونان

تعدّ اليونان من الدول القريبة من تركيا، فهي تشترك في حدودها البرية مع تركيا، وذلك في أقصى الجانب الغربي منها،^[٨] إذ تمتدّ هذه الحدود على طول نهر ماريتسا (بالتركية: Meriç River)، مروراً بمدينتي: أدرنة (بالتركية: Edirne)، وكارجاك (Karaağaç)، لتصل إلى بحر إيجه، وبمسافة تقارب 203كم،^[٢] وقد جرى تعيين الحدود بين البلدين عام 1923م، وذلك وفق معاهدة لوزان (بالإنجليزية: Lausanne).^[٨]

حدود تركيا – العراق

تقع العراق في الجهة الجنوبية الشرقية لجمهورية تركيا، وقد تمّ تعيين الحدود التركية العراقية عام 1926م، وذلك وفق معاهدة أنقرة،^[٨] إذ تمتدّ الجمهورية التركية في حدودها البرية مع دولة العراق على طول يقارب 384كم، وذلك مروراً بالمناطق الجبلية المرتفعة، والتي تقع بالقرب من محافظة هكاري (بالتركية: Hakkari)، وانتهاءً بالنقطة التي يلتقي فيها نهري دجلة والفرات.^[٢]

حدود تركيا – بلغاريا

أُقِرّت الحدود التركية البلغارية وفق معاهدة لوزان، والتي تمّ توقيع بنودها عام 1923م،^[٨] إذ يصل طول هذه الحدود إلى 269كم،^[٢] وتمتدّ حدود تركيا مع دولة بلغاريا من نهر ريزوفسكا (بالإنجليزية: Rezovska River)، حتى نَهر ماريتسا (بالإنجليزية: Maritza River) في منطقة كابِيتان أَندرييف (بالإنجليزية: Kapitan Andreevo)، مروراً بمنطقة ستراندشا (بالإنجليزية: Strandzha)، ونهر تونجا (بالإنجليزية: Tundzha River)، وتتوزّع على حدود البلدين ثلاث نقاط عبور وتفتيش رئيسية، وهي: معبر مالكو تارنوفو (بالإنجليزية: Malko Turnovo)، ومعبر كابيتان أندرييفو، ومعبر ليسوفو (بالإنجليزية: Lesovo).^[٦]

حدود تركيا – أرمينيا وأذربيجان وجورجيا

تشترك تركيا في حدودها البرية مع كلّ من: جورجيا، وأذربيجان، وأرمينيا،^[٨] إذ تبدأ الحدود التركية الأرمينية من المناطق القريبة من بحيرة تشيلدر (بالتركية: Lake Çıldır)، وتمتدّ حتى تصل نهر آراس (بالإنجليزية: Aras River) في الجنوب، وذلك مروراً بمنطقة (Dilucu) الواقعة قرب مدينة إغدير (بالتركية: Iğdır)،^[٩] ويبلغ طول هذه الحدود 328كم، كما يبلغ طول حدود تركيا مع دولة جورجيا ما يقارب 276كم، بينما تشترك تركيا في حدودها مع أذربيجان بمسافة تقدّر ب 18كم فقط،^[٢] وتعدّ بذلك أقصر مسافة حدودية لتركيا مع الدول المحيطة بها.^[٨]

حدود تركيا البحرية

تشترك تركيا في حدودها مع العديد من المسطحات المائية، إذ تطلّ من الجهة الشمالية على البحر الأسود (بالإنجليزية: Black Sea) بساحل يبلغ طوله 1,778كم، كما تطلّ من الجهتين الغربية، والجنوبية الغربية على كلّ من: بحر إيجة (بالإنجليزية: Aegean Sea)، والبحر الأبيض المتوسط، وبطول حدود يقدّر ب 4,763كم، أمّا طول حدودها مع بحر مرمرة (بالإنجليزية: Marmara Sea) فيبلغ 1,275كم، وبذلك يصل طول الحدود البحرية للجمهورية التركية إلى 7,816كم.^[٢][٣]

تملك كل منطقة من هذه المناطق الساحلية خصائص جغرافية مميزة، إذ تظهر السلاسل الجبلية المرتفعة على طول كلّ من: المنطقة الساحِلية الغِربية للبَحر الأبيَض المتوسط، والمنطقة الساحلية الشرقية للبحر الأسود، وتتميز هذه السواحل بعرضها الضيق، والتضاريس الوعرة، مما يجعلها غير ملائمة للتوسع الحضري، وأنشطة التطور البشرية، على عكس المنطقة الساحلية لبحر مرمرة التي تعدّ ملائمة لذلك، ومع الاتجاه نحو ساحل بحر إيجة، تظهر السلاسل الجبلية بشكل عمودي على الساحل، بالإضافة إلى وجود العديد من الخلجان التاريخية، والموارد الثقافية القيّمة، مما يجعلها منطقة ذات قيمة سياحية كبيرة.^[١٠]

إدارة الحدود التركية

تعدّ تركيا مقصداً، ومنطقة عبور للعديد من اللاجئين، والمهاجرين من مختلف الدول، وذلك نتيجة لوقوعها بين قارتين، واشتراكها في عدة حدود برية، وبحرية، مما جعل الحكومة التركية بحاجة إلى إدارة، ومراقبة المعابر الحدودية المَفتوحة مع الدول المجاورة لتركيا، وخاصّة مع زيادة تنقلات الأشخاص، والبضائع، فقد سعت جاهدة لمواجهة التحديات الصعبة، بمساعدة منظمة الهجرة الدولية، من خلال استحداث استراتيجية الإدارة المتكاملة للحدود، وذلك على المُستوى الوَطني، والإقليمي، والمَحلي.^[١١]

المضائق المرتبطة بتركيا

تشتمل الجمهورية التركية على مضائق تشكل مجتمعة معاً أحد أهمّ الممرات المائية في العالم، وهذه المضائق هي: مضيق البوسفور (بالإنجليزية: Bosporus)، الذي يعدّ الخط الفاصل بين الجزئين الأوروبي، والآسيوي للبلاد، ويصل في ذات الوقت بين البحر الأسود، وبحر مرمرة، ويمتدّ على طول يبلغ 30كم، كما يصل أقصى عرض له 3.7كم، أمّا أضيق عرض له فيقدّر ب 750م، ويتراوح عمقه بين 36.5-124م، بالإضافة إلى مضيق الدردنيل (بالإنجليزية: Dardanelles)، والذي يمثل حلقة الربط بين بحر مرمرة، وبحر إيجه.^[١٢][١٣]

التقسيمات الإدارية لدولة تركيا

تنقسم الأراضي التركية إدارياً إلى 81 محافظة، وتضمّ كل محافظة عدداً من المقاطعات، إذ ييلغ العدد الإجمالي 923 مقاطعة، كما تنقسم تركيا للأغراض الديموغرافية إلى 7 مناطق جغرافية، وفيما يأتي أكبر 5 محافظات تركية بحسب عدد السكان وفقاً لإحصائيات عام 2019م:^[١٤][١٥]

جغرافية تركيا

تحتلّ تركيا مساحة جغرافية تبلغ 783،562كم²، وتتوّزع هذه المساحة على جزئين، هما: الأوروبي الذي يحتلّ مساحة أصغر، والمعروف باسم تراقيا (بالإنجليزية: Thrace)، والآسيوي الذي يحتلّ مساحة أكبر، والمعروف باسم الأناضول (بالإنجليزية: Anatolia)، وتتّخذ تضاريس الأناضول شكل هضبة في الجانب الغربي للبلاد، في حين تظهر على شكل سلاسل جبلية في الجانب الشرقي، ويصل ارتفاع أعلى قمة في تركيا إلى 5,166م، إذ تظهر في جبل أرارات البركاني (بالإنجليزية: Mount Ararat)، الموجود بالقرب من الحدود الإيرانية، وتتميز الأراضي التركية بكونها مناطق نشطة زلزالياً، ويجدر بالذكر احتواء تركيا على 555 سدّاً، بالإضافة إلى نحو 120 بحيرة متنوعة في الحجم، والعمق، عدا عن الأنهار الكثيرة.^[٢][١٦]

مناخ تركيا

تتمتّع تركيا بأربعة مواسم متنوعة، ويختلف المناخ فيها من منطقة إلى أخرى نتيجة تأثره بعدة عوامل، منها: ارتفاع المنطقة، ومسافة بُعدها عن البحر، واختلاف دائرة العرض التي تقع عليها، وتنوّع معالمها الجغرافية، ووجود الجبال على السواحل، إذ تتمتّع مناطق الساحل الجنوبي بمناخ متوسطيّ، حيث تسودها الأجواء الحارة والجافة خلال الصيف، والمعتدلة والماطرة خلال الشتاء، في حين يسود مناطق الساحل الشمالي مناخ البحر الأسود، لذلك فهي تتمتّع بأجواء معتدلة، وماطرة في جميع المواسم، أمّا منطقة هضبة الأناضول (بالإنجليزية: Anatolian plateau) الداخلية فتتميّز بالمناخ شبه الجاف، والمصحوب بتباين كبير في درجات الحرارة، بالإضافة إلى كميات قليلة من الهطول المطري.^[٢][١٧]

تختلف درجات الحرارة، وكميات تساقط الأمطار، والثلوج في تركيا باختلاف المنطقة الجغرافية، إذ تتمتّع المناطق الجبلية القريبة من الساحل بهطول مطري كبير، بينما تتميّز المناطق البعيدة عنه بكميات أمطار أقل، كما تشهد جميع مناطق تركيا تقريباً تساقطاً للثلوج في فصل الشتاء، وبكميات متفاوتة.^[٢][١٧]