فائدة سورة ياسين
عناصر المحتوي
مقالات قد تهمك
تعرف على مقاصد سورة ياسين القرآن الكريم هو كلام الله -تعالى- الذي أنزله على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بواسطة أمين الوحي جبريل -عليه السلام-، وهو معجِزٌ لا يستطيع أحد من الخلق أنْ يأتي بمثل نظمه مهما بلغ من الفصاحة والبلاغة والبيان، وقد احتوى على مئة وأربع عشرة سورة، حيث بدأ بسورة الفاتحة وخُتم بسورة النّاس، والقرآن العظيم محفوظ من التحريف والتّبديل والاندراس، خلافاً للكُتُب السماويّة التي سبقته كالتوراة والإنجيل؛ فقد تعهّد الله -سبحانه وتعالى- بذلك، فقال: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)،[١] ويحتلّ القرآن مكانة رفيعة في قلوب المسلمين ومنزلةً عظيمةً، فهم يتدارسونه ويتعهّدونه بالتلاوة والحفظ والفَهْم والتّدبر، وقد جاءتْ آيات وأحاديث كثيرة تبيّن فضل الإقبال على قراءة القرآن وصحبته، وتتمايز سور القرآن الكريم وآياته من حيث الفضل، حيث ثبتتْ روايات تشير إلى فضل سور على أخرى، وآيات على أخرى، ويتساءل البعض عن سورة يس، فما فائدتها وفضلها والروايات التي جاءت بشأنها؟
التعريف بسورة ياسين
سورة ياسين من سور القرآن المكيّ باتّفاق العلماء؛ فقد نزلتْ قبل الهجرة، وترتيبها في المصحف العثمانيّ السورة السادسة والثلاثين، بينما ترتيبها حسب تتابع النزول الحادية والأربعين بين السّور، حيث يبلغ عدد آياتها ثلاثاً وثمانين آية، أمّا سبب تسميتها بـ يس فيرجع إلى الحرفين اللذين بدأتْ بهما السورة بشكل الأحرف المقطّعة، وانفردت بهما؛ فشكّلا ميزة لها عن بقية السور؛ فعُرفتْ بهما.[٢]
فائدة سورة ياسين
- لا شكّ أنّ سور القرآن الكريم كلها خير وآياتها بركة، ولكن رُوي في فضل سورة ياسين أحاديث كثيرة، غير أنّ أهل العلم ضعّفوا أكثرها، بل حكموا على بعضها بأنّه موضوع مكذوب، والحاصل أنّ الأحاديث المروية في فضل سورة يس لا يجوز رفعها للنبي -صلى الله عليه وسلم- ما لم تثبتْ صحّتها، وبعض الآثار المروية في فضلها موقوفات على بعض الصحابة -رضي الله عنهم- بأسانيد حسنة، وبعضها نُقِل من تجارب بعض الصالحين، ومن ذلك ما ذكره ابن كثير -رحمه الله- نقلاً عن بعض أهل العلم أنّ من مزايا هذه السورة المباركة أنها لا تُقرأ على عسير إلا جاء اليسْرُ من الله -تعالى-، كما يُستأنس بها عند خروج روح الميّت أملاً بتنزّل الرّحمة وسهولة خروج روحه.[٣]
- من الأحاديث المرويّة في فائدتها وفضلها ما جاء عن جندب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له)،[٤] وجاء عن معقل بن يسار -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (اقرَؤوا على موتاكم يس).[٥][٦]
- من الروايات في التّرغيب بفائدة قراءتها وفضلها ما أخرجه المنذريّ -رحمه الله- في الترغيب والترهيب عن معقل بن يسار: (قلبُ القرآنِ يس، لا يقرؤُها رجلٌ يريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرةَ إلَّا غفر اللهُ له، اقرؤُوها على موتاكم).[٧]
- إنّ مجموع ما رُوي في شأن سورة يس يُظهرُ أنّ لها فضلاً مأثوراً كما لبعض سور القرآن من الفضائل ما يزيد على الفضل العام للسور الأخرى، وذلك ترغيباً في قراءتها وتدبّر آياتها، إذ قال أهل العلم يمكن الأخذ بمثل هذه الأحاديث في باب فضائل الأعمال.[٨]
مقاصد سورة ياسين
تتضمّن سورة ياسين فوائد جمّة ومقاصد عظمية ودلالات كبيرة، إذ يحسن بالمسلم أن يقف عندها ويستلهم عبرها وعظاتها:[٢]
- تشكّل سورة ياسين تحديّاً أمام منكري نسبة القرآن إلى الله تعالى، ويكمن هذا التّحدي بإعجاز القرآن بالحروف المقطّعة في أوّل السورة، حيث أقسم المولى بعدها بالقرآن ووصفه بالحكيم، تأكيداً على إحكامه في وجه أيّ نقص أو خلل.
- أعطتْ السورة الكريمة أهمية بالغة لمسألة أسس بناء العقيدة؛ فتناولتْ طبيعة الوحي، وصدق الرسالة منذ البعثة، وعرضتْ لمسائل في الألوهيّة والوحدانيّة، وعابتْ على الشّرك وأهله على لسان الرجل المؤمن، الذي جاء من أقصى المدينة يسعى؛ لينذر قومه من خطورة الإعراض عن دعوة المرسلين.
- سعتْ السورة إلى تحقيق رسالة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأنّ الغاية السامية التي تدعو لها هذه الرّسالة هي استقامة أمور الخلق في الدنيا، وتحقيق فوزهم في الآخرة.
- وصفتْ السورة حال مشركي قريش وإعراضهم عن دعوة الإسلام، وصدّهم عن قبول الهداية.
- تناولت السورة بيان حال المكّذبين والمصدّقين من أهل القرية، حيث شابه تكذيبهم للرسل تكذيب كفّار قريش، ثمّ أشارتْ الآيات إلى هلاك الذين كذّبوا الرّسل، والتّذكير بأعظم هلاك للمكذّبين بدعوة الأنبياء، وحال قوم نوح -عليه السلام-، إذ هلك من كذّب، ونجا من آمن.
- نبّهتْ السورة إلى جملة من الآيات الكونية الدّالة على عظمة الله -تعالى- وقدرته، وهي دعوة لتوقظ الفِكْر للإيمان بوحدانية الله -سبحانه-.
- نادتْ السورة بالحسرة على العباد، الذين يكذّبون كلّ رسول، ويستهزئون بكلّ دعوة، فلا يتّعظون بمن هلك من المكذّبين، وأكّدتْ على أنّ النُذُر تنفع أصحاب القلوب المستحضرة لعظمة الله وخشيته.
- برّأت السورة أن يكون الوحي الذي جاء به -عليه الصلاة والسلام- شعراً، ونفت عنه أيّ علاقة بالشعر أصلاً.
- وصف إعراض المشركين عن عبادة الله، واتّخاذهم آلهة ليعبدوها من دون الله -سبحانه-، وابتغاء المعونة والنصر منهم.
- أكّدت السورة على قضية البعث والنشور؛ وقرّبتْ إلى الأذهان صورته، وذلك من خلال تذكير العباد بنشأتهم الأولى من نطفة تمنى؛ ليروا أنّ إحياء العظام في قدرة الله لا غرابة فيها.